فصل: تفسير الآيات (21- 28):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (21- 28):

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)}

.شرح الكلمات:

{والذين آمنوا}: أي حق الإِيمان المستلزم للإِسلام والإِحسان.
{واتبعتهم ذريتهم بإيمان}: أي كامل مستوفٍ لشرائطه ومنها الإِسلام.
{ألحقنا بهم ذريَّتَهُم}: أي وإن لم يعملوا عملهم بل قصروا في ذلك.
{وما ألتناهم من عملهم من شيء}: أي وما نقصناهم من أجور أعمالهم شيئاً.
{كل امرئ بما كسب رهين}: أي كل إنسان مرهون أي محبوس بكسبه الباطل.
{يتنازعون فيها كاساً}: أي يتعاطون بينهم فيها أي في الجنة كأساً من خمر.
{لا لغو فيها ولا تأثيم}: أي لا يقع لهم بسبب شربها لغو وهو كل كلام لا خير فيه ولا إثم.
{ويطوف عليهم غلمان}: أي ويدور بهم خدم لهم.
{كأنهم لُؤلُؤ مكنون}: أي مَصونْ.
{وأقبل بعضهم على بعض}: أي يسأل بعضهم بعضاً عما كانوا عليه في الدنيا وما وصلوا إليه في الآخرة.
{قالوا إنا كنا قبل}: أي قالوا مشيرين إلى علة سعادتهم إنا كنا قبل أي في الدنيا.
{فى أهلنا مشفقين}: أي بين أهلنا وأولادنا مشفقين أي خائفين من عذاب الله تعالى.
{فمن الله علينا}: أي بالمغفرة.
{ووقانا عذاب السموم}: أي وحفظنا من عذاب النار التي يدخل حرها في مسام الجسم.
{إنا كنا ندعوه}: أي في الدنيا نعبده موحدين له.
{إنه هو البر الرحيم}: أي المحسن الصادق في وعده الرحيم العظيم الرحمة.

.معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر افضال الله تعالى وإنعامه على أوليائه في الجنة إذ قال تعالى: {والذين آمنوا} أي حق الإِيمان الذي هو عقد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان واتبعتهم ذريتهم بإيمان كامل صحيح إلا أنهم لم يبلغوا من الأعمال الصالحة ما بلغه آباؤهم ألحقنا بهم ذريتهم لتقر بذلك أعينهم وتعظم مسرتهم وتكمل سعادتهم باجتماعهم مع ذريتهم. وقوله تعالى: {وما ألتناهم من عملهم من شيء} أي وما نقصنا الآباء من عملهم الصالح من شيء بل وفيناهموه كاملاً غير منقوص ورفعنا إليه ابناءهم بفضلٍ منا ورحمة. وقوله تعالى: {كل امرئ بما كسب رهين} إخبار منه تعالى أن كل نفس عنده يوم القيامة مرتهنة بعملها تجزى به إلا أنه تعالى تفضل على أولئك الآباء فرفع إلى درجاتهم أبناءهم تفضيلا واحسانا. وقوله عز وجل: {وأمددناهم} أي الآباء والأبناء من سكان الجنة بفاكهة ولحم مما يشتهون من اللحمان. هذ اطعامهم أما الشراب فإنهم يتنازعون أي يتعاطون في الجنة كأساً من خمر لا لغو فيها. أي لا تسبب هذياناً من الكلام إذ اللغو الكلام الذي لا فائدة منه. وقوله: {ولا تأثيم} أي وليس في شربها إثم وقوله تعالى: {ويطوف عليهم غلمان} أي خدم لهم كأنهم في جمالهم وحسن منظرهم لؤلؤ مكنون في أصدافه.
وقوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أي عما كان لهم في الدنيا، وما انتهوا إليه في الآخرة من هذا النعيم المقيم.
وقالوا مشيرين إلى سبب نعيمهم في الآخرة إنا كنا أي في الدنيا في أهلنا مشفقين أي خائفين من عذاب ربنا فترتب على ذلك أن منَّ الله علينا بدخول الجنة ووقانا عذاب السموم الذي هو عذاب النار الذي ينفذ إلى المسام والعياذ بالله تعالى. إنا كنا من قبل أي في الدنيا قبل الآخرة ندعوه ونتضرع إليه أن يجيرنا من النار ويدخلنا الجنة إنه هو تالى البر بأولياءه الريحم بعباده المؤمنين.

.من هداية الآيات:

1- وصف كامل لأهل الجنة وهو تقرير في نفس الوقت للبعث والجزاء ما يكون فيه.
2- فضل الإِيمان وكرامة أهله عند الله بإلحاق الابناء قليل العمل الصالح بآبائهم الكثيري العمل الصالح.
3- تقرير قاعدة أن المرء يوم القيامة يكون رهين كسبه لا يفكه الا الله عز وجل فمن استطاع ان يفك رقبته فليفعل وذلك بالإِيمان والإِسلام والإِحسان.
4- فضيلة الإِشفاق في الدنيا من عذاب الآخرة.
5- فضل الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.